الأحد، 7 سبتمبر 2014

بوتفليقة ـ بلخادم.. هل يعاد التاريخ! بقلم الاعلامي سعد بوعقبة


جبهة التحرير الآن حائرة في أمر معالجة قضية بلخادم، هل ستطرده من الحزب بناء على تعليمة من الرئيس بوتفليقة أبلغت إلى الأمين العام سعداني بواسطة الهاتف، أم ستعالج مسألة بلخادم وطرده من الحزب بواسطة تطبيق الإجراءات القانونية التي تتطلب أساسا تكوين لجنة الانضباط وتحويل ملف بلخادم إليها، ثم الاستماع إليه وإبلاغه بالتهم الموجهة إليه، والتي تتطلب طرده من الحزب كما أمر الرئيس؟!
الأخبار الواردة من 7 شارع الملعب بحيدرة، تقول إن قيادة الحزب حائرة في مسألة كيفية معالجة ملف بلخادم! حتى أن أعضاء المكتب السياسي الذي دعي إلى الاجتماع لاتخاذ قرار بشأن تحويل ملف بلخادم على لجنة الانضباط من عدم.. هذا المجلس تهرب جل أعضائه عن الحضور، إلى درجة أن الاجتماع تأجل إلى أجل غير مسمى بسبب عدم توفر النصاب!
لكن السؤال الذي يطرح الآن هو: هل يعيد التاريخ نفسه مع بلخادم كما كان حدث مع بوتفليقة سنة 1981 عندما استمعت لجنة الانضباط في الحزب بأمر من الأمين العام رئيس الحزب آنذاك، الشاذلي بن جديد، وتم الاستماع إلى بوتفليقة عما نسب إليه.. وكان يرأس اللجنة الانضباطية آنذاك العقيد عمار بن عودة، عضو جماعة 22 التاريخية وسفير الجزائر في ليبيا وتونس في عهد بوتفليقة وزير خارجيته!
سأل عمار بن عودة رئيس لجنة الانضباط آنذاك المتهم بوتفليقة عما نسب إليه، فرفض الحديث لأن الأمر يتعلق بأمن الدولة أو المصالح العليا للجزائر التي تصرف في إطارها بوتفليقة! ولكن بن عودة أسمع بوتفليقة كلاما لا يمكن ذكره هنا!
وتشاء الصدف ويدور التاريخ دورته وينتخب بوتفليقة رئيسا سنة 1999 ويضطر رئيس لجنة الانضباط بن عودة الذي حقق مع بوتفليقة إلى أن يعلق للرئيس بوتفليقة قلادة الصدر الأعظم، باعتبار بن عودة رئيس مصاف الاستحقاق الوطني.. وينفجر بن عودة باكيا أمام إطارات الدولة في قصر الأمم وهو يقلد بوتفليقة أمام الجميع.. وفهم وقتها أن بن عودة ندم على ما بدر منه ضد بوتفليقة، ولعله كان بضغط من الشاذلي وليس من بن عودة!
اليوم إذا أعاد التاريخ نفسه.. فمن يكون مكان بن عودة في لجنة الانضباط ويسمع بلخادم “وسخ” أذنيه تطبيقا لإرادة الرئيس بوتفليقة المعبر عنه في مجلس الوزراء!؟
وهل سيدفع التاريخ مرة أخرى ببلخادم إلى الرئاسة ويعتذر له رئيس لجنة الانضباط باكيا أمام إطارات الأمة؟! إذا حدث هذا فإن التاريخ فعلا يعيد نفسه!
لكن السؤال الذي يبقى بلا إجابة هو: هل تغيرت ممارسات السلطة في أقذر تصرفاتها المشينة ضد أعضائها بعد ثلث قرن كامل؟!
إنها فعلا محنة الجزائر المتواصلة في وجود واستمرار هذا النظام بهذه العقليات البالية! وهي أسوأ من محنة هذا البلد مع الاستعمار؟!


0 التعليقات:

إرسال تعليق