الأحد، 7 سبتمبر 2014

دفاعا عن الخنازير,, بقلم سعد بوعقبة

استسمح القراء الكرام هذه المرة في كتابة عمودي هذا “بخنفورة” خزيرǃ لأن الوضع العام في البلاد تخنزر في كل شيءǃ فلماذا لا تتخنزر الكتابة الصحفية هي الأخرى؟

لقد هزني خبر اصطدام طائرة للخطوط الجوية الجزائرية بخنزير في مطار وهرانǃ غرابة الحادثة لا تكمن في أن هذا الخنزير الإرهابي يريد اختطاف طائرة جزائرية ليحرڤ بها إلى أوروبا، لأن هذا الخنزير كره حياته وضاقت به الدنيا في جبال الجزائر بعد أن أصبحت قطعان الخنازير لا تجد من يصطادهاǃ فالكفاح الإرهابي خلال العشرية الحمراء أدى إلى نزع سلاح الفلاحين في الأرياف، وبالتالي تغوّلت قطعان الخنازير بعد أن توفر لها الأمن والأمان أكثر من المواطنين، فالسلطة وفرت السلم للخنازير في الجبال أكثر من المواطنين الذين يسكنون الجبالǃ

قطعان الخنازير أتلفت العديد من المحاصيل الزراعية للفلاحين في العديد من الولايات، إلى درجة أن أحد الولاة قال ذات يوم: إن إنتاج الحبوب في ولايته تراجع بسبب نشاط الخنازيرǃ

حوادث المرور في العديد من الولايات كان سببها أيضا الخنازير (ولاية الطارف) وسوق أهراس وجيجل وخنشلةǃ وهاهي الخنازير تصل إلى المطارات والموانئ في كبرى المدنǃ

ترى لماذا لم يتساءل أي إنسان عندنا عن السبب الذي جعل الخنزير يدخل المطار الدولي الذي هو الثاني في البلاد؟ǃ هل المطار ليس له سياج؟ǃ فهل هذا أمر معقول في بلد يعيش ربع قرن من الإرهاب؟ǃ ثم هل يمكن أن نصدق بأن الطائرة اصطدمت فعلا بالخنزير في هذا المطار.. فارتفاع الطائرة عن الأرض بالعجلات لا يقل عن 1.5 متر، فهل يوجد في الجزائر خنازير ارتفاعها أكثر من متر ونصف، أم أن الطائرة هي التي بركت للحلوف عندما رأته كي يصطدم بهاǃ أو هربت منه كما تقول رواية “آر الجزائر”ǃ

فلو قالوا إن الخنزير اصطدم بعجلة الطائرة لكان الخبر فيه بعض المنطقǃ أغلب الظن أن الخنزير جيئ به خصيصا لهذه الحكاية لأجل الحديث عن تحلف أو تخلف التسيير في هذه المؤسسةǃ

لو كانت وزارة السياحة عندنا ذات عقل يفكر لقامت بكراء الصيد في الغابات الجزائرية لهواة الصيد الأوروبيين الذين يحبون صيد الخنازيرǃ

من حق الخنازير أن تتجاوز حدودها وتعبث بمصالح الإنسان الجزائرية في المزارع والغابات والمطارات والمدن.. لأن الأمن والأمان الذي أصبح متوفرا لهذه الحيوانات تستحق عليه الجزائر جائزة بريجيد بارو للرفق بالحيوان.

فالجزائر أصبحت بلد تعذيب الإنسان والرفق بالحيوان.. إنني تعبان.

0 التعليقات:

إرسال تعليق