تقرير الطب الشرعي يؤكد أن جميع الشهداء قتلوا بإطلاق النار الحي
البرادعي للمجلس العسكري: ألا تخجلون من تعرية النساء؟
حالة من الفوضى تدب وسط القاهرة على مدار اليومين الماضيين بسبب العنف والعنف المضاد بين المعتصمين أمام مقر مجلس الوزراء وبين جنود الجيش المصري، فحتى صباح أمس الأحد استمرت أحداث العنف في شارع القصر العيني المتفرع من ميدان التحرير في قلب القاهرة، لكن ما كان ملحوظا خلال هذة المرة في المواجهة بين الجيش والشعب، أولا: أن عمليات القمع التي مارسها الجيش ضد المعتصمين والمتظاهرين كانت شديدة العنف وهو ما يظهره عدد كبير من الفيديوهات والصور التي تناقلها النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ثانيا: ان عمليات العنف والقمع طالت النساء بشكل مباشر، فعناصر الشرطة العسكرية لم تراع حرمة منقبة أو متبرجة، وقامت بضربهن وسحلهن في الشوارع، بل امتد الأمر إلى انتهاك أعراض بعض المتظاهرات وتجريدهن من ملابسهن اثناء سحلهن بشارع القصر العيني وضربهن بعنف بالعصي الغليظة، وهو ما أشعل الغضب في صفوف المتظاهرين بعد تعرية النساء من قبل الجنود وهتك أعراضهن.
- حرب الفيديوهات لتوثيق الجريمة
- ومن جانبه، حاول المجلس العسكري الدفاع عن موقفة في قمع المتظاهرين، فقام ببث على صفحته الرسمية علي فيس بوك، فيديو مصحوبا برسالة رقم 90 تتضمن تأكيدات من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأهمية التواصل مع الشعب المصرى وشباب الثورة، والتأكيد على حق المجلس في الدفاع عن ممتلكات الشعب المصري العظيم الذي أقسم على حمايته.. موضحا أن الفيديو المصاحب للبيان، هو صورة واقعية للمخطط الذي تم تنفيذه ضد مصر وهى تسجيلات خاصة بالجيش، وسيتم نشر مزيد من الفيديوهات تباعا لإيضاح الحقائق أمام الرأي العام.
- وحاول المجلس العسكري بث فيديو ممنتج يظهر ان عملية تعرية فتاة القصر العيني لم تكن مقصودة، وأن الجنود كانوا يحاولون إبعادها عن مرمى الحجارة، الا ان عددا من نشطاء فيس بوك قاموا ببث فيديو جديد يظهر عمليات الضرب العنيف ضد فتاة القصر العيني وعملية تعريتها وتجريدها من ملابسها بشكل مباشر.
- ألا تخجلون من تعرية النساء؟
- ومن جانبه، شن الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمرشح المحتمل للرئاسة هجوما على المجلس العسكري بسبب أحداث مجلس الوزراء، متسائلا فى تعليقه على الصور المنتشرة حول ضرب الشرطة العسكرية للفتيات وتجريدهن من ملابسهن، قائلاً: "هل رأيتم صور الشرطة العسكرية وهى تسحل الفتيات وتعريهن من ملابسهن.. ألا تخجلون"؟!
- وقال البرادعي على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، للمجلس العسكري: "دعوني أذكركم.. الحق فوق القوة". وأكد البرادعى أن كل عضو بالمجلس الاستشاري مستمر فى موقعه، مشارك فى مسؤولية ما يحدث أمام مجلس الوزراء، قائلا: "حان وقت مخاطبة الضمير".
- وتساءل البرادعي: "هل تم استشارة المجلس الاستشاري فيما يحدث الآن من استخدام القوة المفرطة لفض الاعتصام؟ وإذا لم يكن قد استشير، فهل هو مجرد واجهة؟".
- "الاستشاري" يعلق اجتماعاته
- وقد علق المجلس الاستشاري المنبثق عن المجلس العسكري اجتماعاته لحين التحقيق في تلك الأحداث واعتذار المجلس العسكري بشكل رسمي، وغادر أمس عمرو موسى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، وأبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط اجتماع المجلس الاستشاري بعد 3 ساعات من الجلسة الطارئة لمناقشة أحداث مجلس الوزراء.
- وأكدت مصادر للشروق إن المجلس الاستشاري علق اجتماعاته لحين تحقيق المطالب المتمثلة في الوقف الفوري للعنف والاشتباكات بشارع القصر العيني، وإحالة المسؤولين عن الأحداث للتحقيق أمام قاض منتدب، وتقديم المجلس العسكرى اعتذارا صريحا إلى الثوار، مشددة ان 8 من أعضاء المجلس، قدموا استقالتهم فى الاجتماع.
- كما كشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى للشروق ان وزارة الداخلية نأت بنفسها عن أحداث مجلس الوزراء، ورفضت المشاركة في قمع المتظاهرين، مشيرة إلى ان المجلس العسكري طالب الداخلية بحشد قوات الأمن المركزي للاشتباك مع المتظاهرين، لكن وزير الداخلية رفض.
- وقالت المصادر: ان قيادات الداخلية رفضت خلال اجتماع طارئ التدخل في أزمة مجلس الوزراء، لأن هذا الأمر سيزيد من حدة التوتر بين الداخلية والشعب، وستكون الداخلية في وجهة المدفع مثل المرات السابقة في حال تدخل قواتها.
- تقرير الطب الشرعي
- على صعيد متصل، حصلت الشروق على نسخة من تقرير الطب الشرعي الخاص بشهداء معتصمي مجلس الوزراء الذين لقوا مصرعهم أمس، وتبين منه أن جميع الشهداء لقوا مصرعهم بإطلاق النار الحي والخرطوش، فضلا عن بعض الإصابات الأرضية.
- قال الدكتور إحسان كميل جورجي، كبير الأطباء الشرعيين إن مصلحة الطب الشرعي استقبلت مساء أمس 8 جثث من شهداء الأحداث التي وقعت أمام مجلس الوزراء والتي تم التحفظ عليها واجراء الصفة التشريحية لها، ارتفع العدد اليوم إلى عشرة شهداء.
- وأضاف جورجي أنه تم استعجال تشريح جثمان الشهداء لتسليمهم إلى ذويهم، وبالفعل تمكن الأطباء الشرعيون من الانتهاء من عملية التشريح وتم تسليم 6 جثث إلى ذويها الذين تجمعوا أمام المشرحة من الخارج، بينما لازالت المصلحة متحفظة على جثتين مجهولتي الهوية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق